رسالة من ملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب ومهنّدس النهر الصناعي
ومؤلّف الكتاب الأخضر ومفجّر عصر الجماهير وباني ليبيا الجديدة
الي إبني سيف الاسلام
ولدى الحبيب
أكتب لك هذه الرسالة وأنا بخير وأتمنى أن تصلك ، فإذا لم تصلك فأخبرني لكي أرسلها لك مرة أخرى
أكتب لك ببطء شديد لأنني أعرف أنك لا تجيد القراءة بسرعة.. وربما لا تجيد القراءة على الإطلاق
فضلاً عن عدم رؤيتك للحروف والكلمات .. فنحن نعلم أنك لا ترى جيداً وهذا سر بيننا .
هذه الرسالة سأرسلها مع أخيك المعتصم ، لكنه نائم الآن لذلك سأضعها في جيبه حتى لاينساها
وأنت تعرف أخوك .. فهو ينسى كثيراً .. فإن نسى أن يعطيك إياها فمد يدك في جيبه الأيمن وخذها
ولاتمدها في جيبه الأيسر لأنه فارغ كرأسه .
الجو هنا رائع جداً .. فلا توجد أمطار .. ولا توجد رياح .. ولا يوجد هواء .. ولا يوجد شيء على الإطلاق
ولاتتذاكى عليّ .. فلن أخبرك أين أنا .. فقد تسقط الرسالة بين يدي أعدائنا فيصلوا إلى مكاني قبل أن تصل إليك
هنا لا يوجد ثوار .. ولا يوجد نيتو .. ولا يوجد شعب ينغّص عليا حياتي ويطالبني بالرحيل من منصبٍ أنا صانعه .
عمك عبدالله السنوسي يرسل لك تحياته من النيجر ، هذا الرجل يحبك كثيراً فلا تنساه ولاتتأخر عن مساندته
وإن إستطعت ان تلحق به فافعل فوراً .. فقد سهل الأمور لأخيك الساعدي .. وسيفعل المثل معك وربما أكثر .
سمعت أن أختك حامل .. هذا جيد .. ولكن هل يعرفون نوع المولود ؟؟ لا اظن ذلك .. عموماً أخبرها أن لا تسميه
بإسمي.. فلست أرغب في أن يرى ما رأيته وما أراه حاليا .. وما سأراه مستقبلاً .
هل سمعت ما فعله أخوك محمد ..؟؟ هذا الولد لطالما فاجأني بأفعاله .. وآخرها تركه لزوجته وأبنائه ونفاذه بجلده
من طرابلس .. يا لّلا .. سوف أوصي أمك أن تبحث له عن زوجة مناسبة .. عسى أن لا يتركها هي الأخرى .
أتركك الآن بسلام .. فقد بدأت أشعر بمغصٍ في معدتي .. وهذا يدعوني للقيام بزيارة سريعة إلى الحمّام المجاور.
مع حبي .. أبوك الحنون
ملاحظة: أردتُ أن أضع لك بعض النقود في الظرف ، لكني للأسف تذكرت ذلك بعد أن أغلقته